الام الرقبة يعتبر من الأمراض الشائعة ولكنه أقل خطورة عن الام أسفل الظهر ويؤثر على الجميع، وغالبًا ما يزول من تلقاء نفسه، فإذا كان بسبب التوتر، أو الجلوس لفترات طويلة في العمل بطريقة غير صحيحة، فلا يمكنك تحديد سبب هذا الام، وتأخذ الكثير من المسكنات ولا تدري ما السبب! فغالبا بسبب الام الرقبة، وفي هذا المقال سوف يتم معرفة كل ما يتعلق بالأم الرقبة وكيفية علاجه وأسبابه.
تعرف على آلام الرقبة؟
الام الرقبة أو آلام في الفقرات العنقية، وهو ألم في العمود الفقري العنقي أو أسفل رأسك، وهو من الأعراض الشائعة للعديد من الإصابات والحالات الطبية المختلفة، فقد يحدث ألم في الرقبة أو ألم في العنق مثل الكتف أو الذراع، ويمكن أن يكون حادًا (يستمر من أيام إلى ست أسابيع) أو مزمنًا (يستمر لأكثر من ثلاث أشهر).
الحياة اليومية وآلام في الرقبة
يتدخل الام الرقبة مع أنشطتك اليومية ويقلل من قدرتك الحياتية إذا لم يتم علاجه، حيث تحتوي الرقبة على عضلات وأوتار وأربطة وعظام، تعمل معًا لدعم الرأس والسماح له بالتحرك في اتجاهات عديدة، وقد تصبح الرقبة متيبسة أو مؤلمة عند الإفراط في استخدامها أو الإصابة.
ما هو شعور المصحوب بالأم الرقبة؟
يصف بعض الناس الام الرقبة على النحو التالي:
- وجع مستمر.
- ألم شديد.
- ألم حاد ينتقل من الرقبة إلى الأكتاف أو الذراع.
- صداع في الراس.
- عدم القدرة على تحريك الرقبة أو إمالة الراس.
- الشعور بالوخز في الكتف أو الذراع.
من الذي يتأثر بالام الرقبة؟
الام الرقبة تصيب من 10٪ إلى 20٪ من البالغين، وأكثر شيوعًا بين النساء ويزداد مع تقدم العمر.
أعراض الام الرقبة والدوخة
اعراض الم الرقبة تتراوح في شدتها ومدتها، ففي كثير من الأحيان، يكون ألم الرقبة خفيف ولا يتعارض كثيرًا مع أنشطتك أو حياتك اليومية، ويستمر لبضعة أيام أو أسابيع فقط، وفي أوقات أخرى، قد يصبح مزمنًا، ويسبب الإعاقة.
فقد تشمل أعراض الام الرقبة:
- تصلب الرقبة: غالبًا ما يصف الأشخاص الذين يعانون من الام الرقبة شعورهم كما لو أن رقبتهم “متصلبة”، ولذا يمكن أن يتسبب ألم الرقبة أحيانًا في انخفاض نطاق الحركة.
- ألم حاد: قد يشعر ألم الرقبة بألم حاد أو “طعن” موضعي في منطقة واحدة.
- ألم عند الحركة: غالبًا ما يتفاقم الام الرقبة عن طريق تحريك العمود الفقري العنقي أو ثنيه أو تمديده، إما من جانب إلى آخر أو من أعلى إلى أسفل.
- التنميل: ينتشر ألم رقبتك إلى رأسك وكتفك وذراعيك، إذا كان ألم رقبتك يتضمن ضغطًا على العصب، فقد تشعر بتنميل أو وخز أو ضعف في أي من ذراعيك أو يديك، وهذا الام الناتج عن العصب يكون ألم شديد أو حاد يبدأ في الرقبة وينتقل إلى أسفل الذراع.
- صداع الراس: قد يؤدي الألم الذي يبدأ في رقبتك أيضًا إلى صداع يسمى صداع في الفقرات العنقية للراس، ويكون ألم الرقبة المصحوب بالصداع أيضًا أحد أعراض الصداع النصفي.
- ألم عند الجس: قد تزداد آلام الرقبة إذا تم تحسس العمود الفقري العنقي (الفحص الجسدي).
كيف يتم تشخيص الم الرقبة؟
يتم الكشف والتشخيص على المريض ومعرفة مدى خطورتها عن طريق التالي:
- التاريخ الطبي: سيسألك الطبيب عن إصابات الرقبة السابقة التي ربما تسببت في الإصابة أو الانزلاق الغضروفي، قد يسألون عن العمل أو الأنشطة الأخرى الذي يمكن أن تجهد رقبتك، سيسألون عن ألمك، بما في ذلك متى بدأ، وأين يقع، ومدة استمراره ومدى شدته.
- الفحص البدني: سيتحقق الطبيب الخاص بك من محاذاة رأسك ورقبتك ويلاحظ نطاق حركتك عند تحريك رقبتك، سيشعرون برقبتك وعضلاتك الداعمة للتحقق من الضعف وعلامات الإجهاد في الرقبة.
- الأشعة السينية x-ray: تُظهر الأشعة السينية مشاكل في عظامك أو أنسجتك الرخوة والتي قد تسبب ألمًا في الرقبة، ومشاكل في الفقرات العنقية للرقبة وكسور، وانزلاق، وأيضا التهاب المفاصل.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي مشاكل في الحبل الشوكي والأعصاب ونخاع العظام والأنسجة الرخوة، ويُظهر أيضا إذا كان هناك انزلاق، وعلامات العدوى والكتل التي قد تُسبب آلامًا في الرقبة، مثل كيس أو ورم.
- الفحص بالتصوير المقطعي (CT): يمكن استخدام التصوير المقطعي إذا لم يكن التصوير بالرنين المغناطيسي متاحًا، وهي تُظهر النتوءات العظمية وعلامات تدهور العظام.
في حالات نادرة، قد يطلب الطبيب اختبارات إضافية، بما في ذلك:
- اختبارات التشخيص الكهربائي: هذه الاختبارات تتحقق من وظيفة الأعصاب واستجابة عضلاتك، وتشمل هذه الاختبارات دراسات التوصيل العصبي، ونادرًا ما يتم تصوير النخاع في حالة عدم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الاختبارات المعملية: يمكن أن تساعد هذه الاختبارات الطبيب الخاص بك في تحديد أسباب آلام الرقبة بخلاف إصابات العضلات والعظام، مثل الالتهابات أو الأمراض الروماتيزمية، وتشمل الاختبارات صورة الدَّم الكامل (CBC) وتحليل البول وعلامات الالتهاب.
كيف يمكنني منع الام الرقبة؟
يمكنك اتخاذ خطوات لمنع آلام الرقبة المرتبطة بالإجهاد والعضلات المتوترة عن طريق:
- التدريب على الجلوس الصحيح: ضع الأجهزة الإلكترونية، مثل أجهزة الحاسوب والهواتف بوضع صحيح عند استخدامهم، وحافظ على استقامة كتفيك وظهرك عند الجلوس حتى لا تجهد رقبتك، أيضا اضبط المقاعد في سيارتك للحفاظ على وضعية جيدة خلال السفر.
- اضبط وضع نومك: حافظ على وضعية جيدة عندما تكون نائمًا، إذا كنت تنام على ظهرك أو جانبك، فاستخدم وسادة لدعم رأسك بحيث يكون رأسك ورقبتك متوازيتين مع باقي جسمك، وإذا كنت تنام على ظهرك، ضع وسادة تحت ركبتيك لتخفيف الضغط الإضافي عن أسفل ظهرك، وتجنب النوم على بطنك ورأسك مائلة.
- ابق نشيطا: يمكنك استخدام العديد من التمارين المستخدمة في تخفيف آلام الرقبة، وإذا كنت تعمل في وظيفة تتطلب الجلوس لفترات طويلة، فخذ فترات راحة من حين لآخر للتحرك وتمديد جسمك بالكامل، بما في ذلك عضلات رقبتك.
- لا تحمل وزنًا ثقيلًا على كتفيك: تجنب حمل أشياء ثقيلة مثل حقائب الكتب أو حقائب السفر على كتفك، بدلًا من ذلك، ضع في اعتبارك استخدام الأمتعة أو الحقائب ذات العجلات.
- مرن عضلات الظهر: من الطبيعي أن تفقد القوة في الجزء العلوي من ظهرك مع تقدمك في العمر، ونتيجة لذلك، يهتز كتفاك للأمام، ويميل رأسك للأمام في وضع أمام عمودك الفقري، وهذا الوضع ضغطًا إضافيًا على رقبتك وأعلى ظهرك.
ما هي المدة التي يستغرقها الم الرقبة العنقي للشفاء؟
يعتمد وقت الشفاء على سبب ألم الرقبة وعادةً ما يتحسن ألم الرقبة الناتج عن مشاكل شائعة مثل الإجهاد والتوتر في غضون أسبوع أو أسبوعيآ لام في الرقبة وعلاجها؟
هناك طرق لتخفيف تصلب الرقبة الطفيف، فقد تساعد بعض العلاجات المنزلية التالية:
- وضع الثلج: ضع الثلج لمدة تصل إلى 20 دقيقة في المرة، مع أخذ استراحة لمدة 20-30 دقيقة، يساعد وضع كيس ثلج في تقليل التورم والآم، وتخفيف الالتهاب بعد إجهاد بسيط، حيث يخفف الألم مؤقتًا، عادة ما يكون هذا العلاج أكثر فاعلية خلال الـ 48 ساعة الأولى من الإصابة، عندما يكون هناك تورم أكثر أهمية.
- العلاج بالحرارة: بعض الناس يستخدمون الثلج والحرارة بالتناوب على العضلات المجهدة، ويمكن أن يساعد استخدام ضمادات التدفئة أو أخذ حمام ساخن على استرخاء العضلات وتوفير الراحة.
- تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية: إذا كان وضع الثلج أو الحرارة أو كليهما لا يخفف من آلام الرقبة المتيبسة، فقد يساعد تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، إلى تقليل التورم وتسكين وتخفيف الألم الرقبة والالتهابات، ولكن إذا كان الشخص يعاني من حالة صحية ويتناول أدوية أخرى، فيجب عليه استشارة الطبيب قبل استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs، وأيضا أدوية باسط العضلات تساعد عضلات الرقبة على الشفاء، وهي العلاجات الأولية الشائعة لألم الرقبة.
- حقن الستيرويد: هذه الحقن تكون بالقرب من جذور الأعصاب فتقلل من الالتهاب وتخفف الام الرقبة.
- التحقق من بيئة النوم: قد تتسبب المرتبة شديدة الصلابة أو غير الداعمة بدرجة كافية في الام الرقبة، وأيضا الوسادة ذات الحجم أو الصلابة غير الصحيحة في تيبس الرقبة، ويجب أن يكون الرأس والرقبة والظهر في وضع محاذي خلال النوم، وتتناسب الوسائد التي يستخدمها الشخص مع وضع نومه، فقد تعمل الوسادة الأكبر حجمًا بشكل جيد للأشخاص الذين ينامون على الجانب، ويحتاج الأشخاص الذين ينامون في الظهر إلى وسادة مسطّحة تدعم الرأس والرقبة دون إجبارهم على اتخاذ وضعية أمامية.
- الانتباه إلى الوضع الصحيح: يمكن أن يؤدي التراخي إلى شد عضلات الرقبة تدريجيًا ويسبب تيبسًا وألمًا، فيجب أن يركز الشخص على الحفاظ على الكتفين والرقبة والظهر في خط مستقيم طوال اليوم، ويساعد ارتداء جهاز طوق الرقبة على ذلك.
- العلاج الطبيعي ومساج بالرقبة: يساعد معالج التدليك في توفير الراحة على العضلات المتوترة والمؤلمة، وتعلم التمارين والحركات التي تقوي العضلات والأوتار في رقبتك وتحسن المرونة، حيث وجدت دراسة من عام 2014 أن التدليك قد خفف الام الرقبة للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل في الرقبة.
- إدارة الإجهاد: لا توجد وسيلة لتجنب التوتر تماما، ومع ذلك، فإن تعلم كيفية التعامل معها يمكن أن يقلل من التوتر في الرقبة، وقد يرغب الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر المزمن في التحدث مع الطبيب المعالج حول الطرق الصحية لإدارة التوتر.
- وحدة التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS): تقوم وحدة التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد (TENS) بتطبيق تيار كهربائي منخفض المستوى على جلدك بالقرب من أعصابك لتعطيل إشارة الألم الذي تسبب الانزعاج، ولكن تحقق من مقدم الرعاية الصحية قبل استخدام وحدة التحفيز الكهربائي للعصب عن طريق الجلد.
- الجراحة: معظم أسباب آلام الرقبة لا تتطلب جراحة، ومع ذلك، قد تحتاج إلى عملية جراحية إذا انتقلت واحدة أو أكثر من فقرات العمود الفقري من مكانها أو كانت تضغط على أعصابك، إذا كان الألم شديدًا، فقد تحتاج إلى العمل مع أخصائي العمود الفقري أو متخصص الألم.
متى يجب الاتصال بالطبيب إذا كنت تعاني من الام في الرقبة؟
إذا كنت تعاني من الام في الرقبة ويتعارض مع العمل اليومي أو الأنشطة اليومية الأخرى، ولكن في حالات نادرة، يمكن أن يكون ألم الرقبة علامة على حالة طبية طارئة.
واطلب الطبيب المختص عاجلا إذا كان ألم رقبتك:
- يتطور بعد الوقوع في حادث.
- يحدث فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة.
- يستمر سواء كنت تتحرك أو تبقى ثابتًا.
- يتضمن صداعًا أو دوارًا أو غثيانًا أو قيئًا.
- يحدث مع حمى أو فقدان الوزن غير المبرر.
- يحدث مع تنميل أو وخز في ذراعيك أو كتفيك أو ساقيك.
- يحدث مع ضعف في ساقيك أو فقدان التوازن في ذراعيك.
- لا يتحسن مع العلاج الذي لا يستلزم وصف الطبيب.
- لا تتحسن بعد أسبوع.
وختاما فإن الام الرقبة هي حالة شائعة تصيب أكثر السيدات وتزداد مع التقدم في العمر ويمكن أن تزول من تلقاء نفسها إذا كان الوضع محتمل، أما إذا كان الوضع شديد فلابد من زيارة الطبيب المختص لمعرفة الحالة إذا كانت مزمنة أو الم خفيف وعمل الإجراءات الأزمة للتأكد من ذلك، فهناك بعض الأشخاص يعانوا من آلام الرقبة شديدة، مع ظهور أعراض إضافية في بعض الأحيان في المناطق المجاورة للرقبة مثل الأكتاف والذراع، وقد يكون هذا علامة على شيء أكثر خطورة، فلذلك لابد من استشاره الطبيب عند حدوث أي من الأعراض السابقة لتحديد العلاج المناسب.